سأقفز بالأحداث من عام (٦٩) إلى عام (٩٢) وسأعود اليها بعد ذلك، والسبب ما يجرى في اليمن وتجربتي في ذلك، حيث عينت سفيراً في اليمن عام (٩٢)، وما أن وصلت إلى هناك، حتى وجدت مهمة صعبة تنتظرني، لم أزود في حينها بأية تعليمات، وإنما عاينت الواقع فبعد تقديم أوراق الاعتماد، ومقابلة الرئيس اليمني في حينه، وجدت مجلس رئاسة مكوناً من ثلاثة أشخاص علي عبد الله صالح، علي سالم البيض، الشيخ عبد المجيد الزنداني، كان هناك توقيع طوعي على وحدة اليمن الشمالي والجنوبي، كان يمثل الجنوب علي سالم البيض، ولكن مجلس الرئاسة لا يجتمع، والبيض معتكف في عدن، والوحدة مهددة بالانفراط جرت مراسلات على أعلى مستوى، وكلفت أن أبدأ مهمة الوساطة أنا في اليمن، ومن الأردن المرحوم الأمير زيد بن شاكر، والدكتور خالد الكركي، وعلى اطلاع مروان القاسم، تحسست الأمر فوجدت أن الشرخ كبير، ربما لم يكن هناك شراكة حقيقية، الرئيس اليمني في حينه، يريد المجلس شكلاً، وعلي سالم البيض يريده حقيقة، كان هناك رغبة لا توصف من المرحوم جلالة الملك الحسين بالحفاظ على وحدة اليمن، حتى ولو وقف الأردن لوحده في هذا المجال، وهذا ما حدث فعلاً إذ أن جميع الدول العربية باستثناء السودان وقطر والعراق وعُمان لم تكن ترغب في التوسط لنجاح الوحدة وكما صرح أحد الرؤساء العرب في حينه (الوحدة مش بالعافية)، طلب مني المرحوم جلالة الملك الحسين أن تكون مراسلاتي مباشرةً معه، وأنا لا أرسل أي تقارير للحكومة وهو بدوره إن أراد أن يُطلع أحداً عليها، كانت تعليمات مباشرة أورثتني في ما بعد عداوة مع كل الجهات ذات العلاقة، التي لم ترغب أن ترى مثل هذه العلاقة بين سفير وجلالة الملك، وقد زودني لاحقاً بمكتب اتصالات من الديوان مع كل ما يلزم من وسائل، بدأت بجّس النبض مع القوى السياسية بدءاً بالرئيس، ومن يحيط به، ومع بعض شيوخ القبائل النافذين، فوجدت تشجيعاً للمهمة، فانتقلت إلى عدن، وبدأت المباحاثات مع علي سالم البيض، كانت شروطه واضحة شراكة حقيقية وتنمية وتوزيع مكاسب الثروة، وهي شروط محقة، بدأت الزيارات المكوكية من المرحوم الأمير ابي شاكر والدكتور خالد الكركي ولقاء الرئيس وجلالة المرحوم الملك الحسين يتابع شخصياً هذا الموضوع، كانت بعض الشخصيات الجنوبية تدعمني في هذا الاتجاه، ومنهم المرحوم جار الله عمر، الذي كان يأتيني لوحده ليلاً، لنتباحث كيف يمكن تذليل الصعاب وكان وزيراً للثقافة في الحكومة، وقد جرى الاتفاق في ما بعد هذه الزيارات المكوكية أن تستضيف الأردن مؤتمراً في عمّان، أطلقنا عليه في ما بعد مؤتمر (الوفاق والاتفاق) لأن الوثيقة التي وقعت كانت تحمل هذا المعنى، ولكن من ندعو وما هي الأسماء، وما يمكن أن يحضر وللحديث بقية.
[email protected]
م. ابراهيم محمد امين الكيلاني
الاستاذ راكان السعايدة الاكرم
رئيس تحرير الرأي الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ما أورده الاستاذ فايز الربيع في مذكرات شبابه التي نشرت في صحيفة الرأي الأردنية، وحيث أنه ذكر فيها حادثه مهمة في تاريخ الأردن سنة 1970، ومن كوني شاهد عيان على حادثة الاعلان عن حفل عيد ميلاد لينين من مأذنة المسجد الصغير في السلط وقتئذ.
فقد كان والدي الشيخ أمين الكيلاني خطيباً لهذا المسجد حينها، وهرع إلى المسجد دون عمامته ليستوقف الفاعلين، وقد تبين أن اثنين من الميلشيا قد أشهرا السلاح على خادم المسجد وارغماه على فتح السماعات لاذاعة بيانهما، ولما وصلنا كانوا قد هربوا بعد رؤيتهم الجموع التي هبت وقتها، وكان بعد ذلك تنسيق بين جميع مساجد المدينة ليخرج المصلون بعد صلاة الجمعة لافشال حفل الجبهة، وتم ذلك بعد أن وصل الأمر للجهات الرسمية في المحافظة، وتوسطت باقي الفصائل، ولطف الله تعالى بالسلط ومن فيها بعد أن كاد حمام الدم يسيل في حال اصطدم الأهالي مع المسلحين.